إضراب عمال "ماكس مارا" الإيطالية للمطالبة بظروف عمل إنسانية

إضراب عمال "ماكس مارا" الإيطالية للمطالبة بظروف عمل إنسانية
"ماكس مارا" الإيطالية

بدأ أكثر من 200 عامل في شركة "ماكس مارا" الإيطالية للأزياء الفاخرة إضرابًا مفتوحًا، احتجاجًا على ظروف العمل القاسية التي قالوا إنها تُنتهك فيها أبسط حقوقهم الإنسانية. 

ورغم مرور أسابيع على بدء الاحتجاج في 21 مايو الماضي، لم تحظَ القضية باهتمام إعلامي واسع إلا مؤخرًا، بعد تصريحات صادمة أدلى بها عدد من العمال لصحيفة "فاتو كوتيديانو" الإيطالية، والتي نشرت التفاصيل، اليوم الثلاثاء.

مناخ عمل سام 

اتهم العاملون في منشأة "مانيفاتور دي سان ماوريتسيو"، التابعة لمجموعة "ماكس مارا"، إدارتهم بمعاملتهم بشكل مهين. 

وقال أحدهم: "قيل لنا إننا بدينات وبدينون، ونُصحنا بتمارين رياضية منزلية لفقدان الوزن"، مضيفًا أن الشركة تعتمد نظام الدفع بالقطعة، وتراقب حتى عدد مرات دخول العمال إلى الحمامات. 

وأشارت صحيفة "رومان"، إلى أن العديد من الموظفين يعانون من "مناخ عمل سام، قوامه الضغط والإهانات والعمل الشاق".

نقابات عمالية تتبنى الإضراب 

في بيان مشترك، أكدت نقابتا فيلكتيم وسيجيل، وهما الجهتان المنظمتان للإضراب، أن مطالب العمال تتمثل في الحصول على "الكرامة والاحترام وضمان الحقوق الأساسية التي لا يجب أن تكون محل تفاوض في عام 2025". 

وأوضحت النقابات أن أسباب الإضراب تشمل فرض الإجازات دون استشارة، ورفض منح التصاريح، وتحديد وتيرة عمل "غير إنسانية" تؤدي إلى أمراض بدنية ونفسية، بالإضافة إلى حرمان العمال من حقوقهم المالية.

وحتى الآن، لم تُصدر شركة "ماكس مارا" أي رد رسمي على هذه الاتهامات، رغم محاولات موقع فاشون يونايتد التواصل معها. 

ويأتي هذا الصمت ليزيد من الاحتقان وسط صفوف العاملين، خاصة أن الشركة تشارك حاليًا مع بلدية المدينة في خطة إعادة تطوير منطقة المعرض السابقة.

وفي هذا السياق، طالبت النقابات البلدية بـ"عدم التغاضي عن واقع العمل داخل منشآت ماكس مارا، وجعل احترام العقود والعمل النقابي أحد أسس أي تعاون مستقبلي مع الشركة".

شهرة عالمية لدار الأزياء

تُعد شركة "ماكس مارا" من أبرز دور الأزياء الإيطالية الفاخرة، وتشتهر عالميًا بمعاطفها الأنيقة وتصاميمها الراقية، إلا أن ما يكشفه هذا الإضراب من شهادات، يُسلّط الضوء على واقع مختلف خلف الكواليس، حيث يتعرض عمال –معظمهم من النساء– لانتهاكات نفسية وجسدية في سبيل إنتاج منتجات تُباع بأرقام فلكية.

ويخشى مراقبون من أن يؤدي استمرار الشركة في تجاهل المطالب إلى مزيد من التصعيد، بما في ذلك تدخل منظمات حقوق العمال الأوروبية. كما دعت منظمات محلية بلدية المدينة إلى عدم التواطؤ مع ممارسات الشركة، وتوفير آليات مراقبة مستقلة على ظروف العمل.

وأنهت النقابات بيانها بدعوة الإدارة إلى فتح "حوار جاد وبنّاء" مع ممثلي العمال، والاستجابة للمطالب المشروعة التي تهدف إلى تأمين بيئة عمل إنسانية. 

وحذّرت من أن استمرار التجاهل قد يؤدي إلى تحركات أوسع على المستوى الوطني، خاصة أن هذه القضية باتت الآن قضية رأي عام، تمسّ جوهر العلاقة بين رأس المال وحقوق الإنسان.



موضوعات ذات صلة


ابق على اتصال

احصل على النشرة الإخبارية